صفي مجال عملك. و ما الذي شجعك على العمل في هذا القطاع؟
درست العلاقات العامة وبدأت مسيرتي المهنية بالعمل مع شركة كنت مساهمة فيها في مجال التكنولوجيا و المعلومات. في عام 2004 انتخبت في المجلس البلدي في لبنان. مستلهمة من التفاعل مع الناس والتغيير الذي رأيته في مجتمعي، قررت تغيير مسيرتي المهنية والعمل على التنمية المحلية والتخطيط الاستراتيجي والدعوة وصنع السياسات .باختصار، أردت مساعدة النشطاء وخاصة النساء، على ممارسة السياسة بطريقة مختلفة والمشاركة بشكل أكبر في إحداث تغيير إيجابي- إحداث فرق-
قدمي لنا لمحة موجزة عما تعتبرينه لحظة أساسية في حياتك المهنية .ما الذي أوصل بك إلى ما أنت عليه اليوم؟
في بيئة كانت تعتبر آنذاك حصرية للرجال، لم يكن من السهل القيام بالحملات الانتخابية حيث كنت حينها في سن التاسع و العشرين و كنت حاملا” خلال تلك الفترة. لقد تعلمت كيفية مواجهة التنمر والسخرية. كل خطأ، كل سؤال كان يعتبر ” تدخل للنساء في عالم الرجال”.
شعرت بانني وحيده خلال مواجهة هذه التحديات. لقد تعلمت ، درست وبحثت قبل كل اجتماع وأثبتت نفسي. هكذا قررت أنني أرغب في مساعدة النساء الأخريات لمواجهة هذه التحديات ومواجهة العنف ضد المرأة في السياسة. صحيح أنني لم أجد نفسي في مواجهة أي عنف جسدي، لكن لا يمكن الاستهانة بالعنف العقلي واللفظي.
بصفتي مدربةً وموجهة أشارك الأمثلة العملية وقصص النجاح، وأيضاً أشارك أخطائي والدروس التي تعلمتها وأعتقد أننا نمهد الطريق أمام نساء أخريات ونشطاء شباب آخرين لكي يعرفوا بأن السياسة يجب أن تكون شاملة لأن بلداننا تحتاج إلينا جميعا.
ما هو الشيء الوحيد الذي ترغبين في أن يكون مختلفًا عن العمل في قطاعك؟
يؤلمني عندما أرى أمراً ما لا ينجح في بعض الأحيان، عندما أرى أننا ما زلنا ندفع ثمناً باهظاً مقابل حرية التعبير، بينما لا يزال يتم التقليل من شأن المرأة فهي تحتاج إلى مضاعفة جهودها من أجل الحصول على ما هو حق لها. يؤلمني عندما أرى أن بلادنا لا تزال محطمة على الرغم من الجهود التي نبذلها أو عندما أرى أحيانًا أن نتائج الانتخابات لا تعكس حقًا إرادة الشعب بسبب القوانين الغير عادلة أو بسبب الفساد. قد لا تكون مصدر إلهام لك … لكن بصراحة، هذه هي الحقيقة ولهذا السبب أستمر في المحاربة.
أحب عملي لأنه منحي فرصة أن أكون جزءًا من دائرة كبرى من الناشطين الذين يحاربون جميعًا معًا من أجل مكان أفضل. أنا مدربة ونجحت في عملي لأنني أرى في كل ورشة عمل فرصة تعليمية، حيث يمكننا التعلم من بعضنا البعض، حيث أتلقى الإلهام من أشخاص من بلدان مختلفة.
شيء واحد أود تغييره بالتأكيد، ألا وهو عالم سلمي أكثر أمانا للناشطين السياسيين في مختلف أنحاء العالم.
ما العمل الذي أنجزته مع GPG ، وما الذي دفعك للعمل مع منظمتنا؟
أول عمل قمت به مع GPG هو تقديم مقطع فيديو قصير حول جمع التبرعات يشرح كيف تمكنت من جمع الأموال لحملتي الانتخابية. لدي أصدقاء يعملون مع GPG وقد أخبرونني عن الجهد الحقيقي الذي يبذلونه من خلال برامجهم. لقد شاهدت أيضًا مقاطع الفيديو التعليمية التي يطورونها ويشاركونها مع المشاركات. كان من دواعي سروري أن أكون جزءًا من تجربة التعلم هذه وآمل أن تدعم المشاركة في هذا المشروع المرشحات الآخريات بحملات جمع التبرعات الخاصة بهن. شعرت بسعادة غامرة لمقابلة المشاركات اللواتي استخدمن بالفعل بعض الأدوات التي شاركتها معهن.
كيف تصفين تأثير عملك مع GPG؟
في ورشة العمل السابقة، عملت مع GPG على تقديم مفهوم الحلفاء الذكور. بدلاً من العمل فقط مع النساء، قمنا في إطار هذا البرنامج بتدريب الرجال والنساء معًا. كان من المفيد للغاية مناقشة أهمية دعم الرجل للمرأة، وكسر وتفكيك الثوابت الاجتماعية للجنسين وفهمها، وكيفية تأثير القوالب النمطية الجنسانية على تصرفاتنا، وتشجيع كلتا المجموعتين على رؤية القضايا من منظور الآخرين ومناقشة أهمية المشاركة السياسية للمرأة و كيف يمكن فعلاً للرجال أن يدعموا المرشحات.
انضم الرجال المشاركون في هذا البرنامج لأنهم أرادوا المساعدة حقًا ولكنهم لم يعرفوا كيف. لقد قدم منهج ورشة العمل هذه أداة عملية أعتقد حقًا أنها ستحدث فرقًا في الانتخابات البلدية اللبنانية المقبلة. إنني أتطلع إلى رؤية النساء المشاركات يخضن و يفزن في هذه الانتخابات.
بعيدا عن GPG، أخبرينا عن مؤسسة أو برنامج تشعرين أنه يساهم في نجاح تعزيز السياسة التمثيلية في جميع أنحاء العالم.
منذ عام 2012 لغاية عام 2018 كنت أعمل مع المعهد الديمقراطي الوطني (NDI). كنت جزءًا من فريق الإدارة الذي قاد برنامج الحملات الانتخابية. استهدف هذا البرنامج الإقليمي عشر دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووصل إلى آلاف النشطاء السياسيين وفرق الحملات الانتخابية. ومن خلال هذا البرنامج قمنا بتدريب مديري الحملات والقادة السياسيين والمرشحين على خوض الانتخابات وعلى تطوير حملات انتخابية تأخذ في عين الاعتبار احتياجات الناخبين من خلال تقنيات مبتكرة تحترم السياق الثقافي لكل بلد. ومن المؤكد أن رؤية هؤلاء المشاركين ينجحون في حملتهم أو يحصلون على ترقية داخل أحزابهم السياسية يعد واحدا من أعظم إنجازاتي.. لقد جعلني أؤمن حقًا أننا قادرون من خلال عملنا على تعزيز العناصر الفاعلة في مجال التغيير الحقيقي .
وكان الجزء الثاني من هذا البرنامج يتناول تدريب المدربين. وكان خريجو هذا التدريب بمثابة العامل المحفز- كرة الثلج
شاركينا بأفكارك حول أي حدث حديث أو قصة إخبارية لفتت انتباهك، أو حدث كان له تأثير خاص عليك أو على حياتك المهنية
لست متأكدة من كيفية اختيار حدث واحد مع كل ما يحدث في العالم! لكني سأقوم بالتركيز على ما حصل في لبنانمرة أخرى.
4 آب 2020 يوم حزين لن ننساه أبدًا، يوم غيّرني إلى الأبد. في ذلك اليوم انفجرت بيروت، كان أكبر انفجار غير نووي في التاريخ. بالنسبة لنا، نحن الذين نجوا، نعتقد أننا نجونا لسبب ما.
بعد الانفجار كان الفتيات والفتيان والنساء والرجال ينظفون الشوارع ويدعمون عائلات الضحايا ويعيدون بناء بيروت. أظهر العالم بأسره التضامن معنا .
للأسف، لم يلتئم الجرح بعد و لن يشفى قبل أن نرى المجرمين يدفعون ثمن هذه الجريمة. لذلك سأواصل القتال على طريقتي.